أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ذو القرنين


ذو القرنين

سمي ب ذو القرنين إعجاباً من قومه نشأ في امة مستعبدة ؛ لأن ملك الأمه المجاورة إستعبدهم و أخذهم و ملكهم ، فعندما أصبح شاباً أراد أن يحرر قومه من هذا الملك الطاغي فأخذ يدعوا أمته إلي الإيمان ؛ لكي يمدهم الله بالقوة علي العدو و أن ينتصروا علي الأمة الظالمة ، و لكن معظم الناس سخروا منه ، فإتجه للشباب لكي ينير أذهانهم و عقولهم حتي يدركوا الحق و لكن ظل الكثيرون يسخرون منه ، و في ليلة رأي في المنام كأنه سما الي فلك الشمس العالية و دنت له حتي أمسك قرنيها بيديه ، فسّرها العقلاء بأنه سيمسك قرن الدنيا مشرقها و مغربها ، أما الجهلة قالوا أن الملك سيضربه و يقتله و يعلقه في الفضاء من قرن شعره ، و سمي عند ذلك ب ( ذو القرنين ) ، " حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا " (سورة الكهف، الآية 86)، وجاء في تفسير ابن كثير:«أَيْ رَأَى الشَّمْس فِي مَنْظَره تَغْرُب فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَهَذَا شَأْن كُلّ مَنْ اِنْتَهَى إِلَى سَاحِله يَرَاهَا كَأَنَّهَا تَغْرُب فِيهِ» .

ظل نفوذ ذو القرنين يعظم في البلاد ، فقد أصبح ملكاً علي بلده ، و عندما أرسل الملك خطابه ليأخذ الخراج لم يرسله له ذو القرنين و نادي في الناس بالإستعداد للحرب علي الملك الظالم ، عندما علِم الملك الظالم بذلك وقع في قلوب العلماء و الرؤساء التابعين له الرعب ،و أرادوا الصلح مع ذو القرنين و أن يدفعوا له الخراج الذي كانوا يأخذوه منه ، فرفض ذو القرنين و استعدا للحرب ، و لما إلتقا الجمعان كانت وطأة المؤمنين أشد علي الكافرين ، و حرر ذو القرنين بلاده فإتجه نحو الشرق و نحو العرب لكي يصلح و يبني و ينشئ في البلاد فلما بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حميئه و وجد عندها قوم كافرون ، و من دخل معه في الإسلام أصلحه و من كفر عذبه ، و أخذ يصلح في هذه البلاد و ينشئ فيها و عندما حل ببلاد المغرب أراد ان يعمرها و يعلو من شأنها فأمر ببناء مسجد كبير طوله 400 ذراع و عرضه 200 ذراع و ارتفاعه إلي السماء 100 ذراع و عرض أساس المبني 24 ذراع و بني السقف من النحاس ، ثم اتجه ذو القرنين إلي الشرق هو و من آمن معه و كان معه المهندسين الذين بنوا المسجد في المغرب و ذهب إلي الصين عندها وجد فتحة واسعة عريضة بين جبلين شامخين و وجد وراء الجبلين أمةً صالحه و لكنهم لا يفقهون كلام غيرهم لأنهم منقطعين عن الناس و كان ورائهم قبيلتان متوحشتان لا دين لهما يأكلونهم إن لم يجدوا ما يأكلون من الأعشاب تسمي ( يأجوج )و الأخري تسمي ( مأجوج ( ، و كان يأجوج و مأجوج كثيراً ما ينحدروا من خلال الفتحة الواسعة و يذهبوا إلي الأمة الصالحة فيهلكوا الزرع و الثمر و يسلبوا المال و يقتلوا النساء و الاطفال و الرجال و كانوا يستولون علي الاراضي و عندما سمعت الأمة الصالحة بحضور ذو القرنين فرحت و شكوا إليه ما يلاقون من يأجوج و مأجوج وأنهم يتناسلون بكثرة و إذا اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا و لملئت منهم رعبا . فلم يأخذ منهم أجرة، ولكن طلب منهم أن يعينونه بقوتهم، فأمر ذو القرنين رجال الفن و العلماء أن يقيموا سداً منيعاً بين الجبلين لسد الفتحة التي ينفذ منها يأجوج و مأجوج و فطلب منهم أن يأتوه بالحديد والنحاس، وأمرهم أن ينفخوا في الحديد، واستعملوا لها المنافيخ لتشتد، فتذيب النحاس، فلما ذاب النحاس، الذي يريد أن يلصقه بين زبر الحديد فأفرغ عليه القطر، فاستحكم السد، فلم يستطع يأجوج ومأجوج أن يثقبوه.
و ذكر ذو القرنين في القرآن
ذُكر ذو القرنين في القرآن الكريم في سورة الكهف بدءاً من الآية 83 حتى الآية 98 : " وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا... إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ... فَأَتْبَعَ سَبَبًا ... حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ... قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا … وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا … ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا …حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا … كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا … ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا … حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا … قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا … قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا... آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ... فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا … قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا …
سبب نزول القصه
يرد روايات في كتب التفسير في سبب نزول قصة ذي القرنين، أن مشركي قريش أرسلوا النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود في يثرب وقالوا لهم: "سَلُوهُمْ عَنْ مُحَمَّدٍ، وَصِفُوا لَهُمْ صِفَتَهُ، وَأَخْبِرُوهُمْ بِقَوْلِهِ، فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَعِنْدَهُمْ عِلْمُ مَا لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ عِلْمِ الْأَنْبِيَاءِ"، فقالت أحبار اليهود: "سَلُوهُ عَنْ ثَلَاثٍ نَأْمُرُكُمْ بِهِنَّ فَإِنْ أَخْبَرَكُمْ بِهِنَّ فَهُوَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَالرَّجُلُ مُتَقَوِّلٌ، فَرَوْا فِيهِ رَأْيَكُمْ، سَلُوهُ عَنْ فِتْيَةٍ ذَهَبُوا فِي الدَّهْرِ الْأَوَّل، ِ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ، فَإِنَّهُ كَانَ لَهُمْ حَدِيثٌ عَجِيبٌ، وَسَلُوهُ عَنْ رَجُلٍ طَوَّافٍ قَدْ بَلَغَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَمَا كَانَ نبأه، وَسَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ مَا هُوَ. فلما سألت قريش النبي الأسئلة الثلاثة، قال لهم: " أُخْبِرُكُمْ بِمَا سَأَلْتُمْ عَنْهُ غَدًا"، لكن ظل النبي 15 ليلة لا يأتيه الوحي حتى أحزن النبي، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكةَ، ثم جاءه جبريل من الله بسورة الكهف. ضعَّف هذا الحديث ابن حجر العسقلاني وغيره.
أقوال علماء المسلمين
اختلف أهل التفسير في ذي القرنين فقيل: كان نبيًا، وقيل: كان ملكًا. قال ابن كثير: "والصحيح أنه كان ملكًا من الملوك العادلين"، قال ابن عباس: "كان ذو القرنين ملكًا صالحًا، رضي الله عمله، وأثنى عليه في كتابه"، وسئل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين؟ فقال: "لم يكن نبيًا ولا رسولاً ولا ملكًا، ولكن كان عبدًا صالحًا". وقال وهب بن منبه: "كان له قرنان من نحاس في رأسه"، قال ابن كثير: "وهذا ضعيف". وقيل: سمي بذي القرنين؛ لأنه ملك فارس والروم، فلقب بهذا. وقيل: لأنه بلغ قرني الشمس شرقًا وغربًا، وملك ما بينهما من الأرض، وقيل: إنه ملك الأرض أربعة: اثنان مسلمان: سليمان، وذو القرنين، و اثنان كافران: النمرود، وبختنصر. ورد في تفسير معنى اسمه أنه سمي بذي القرنين لأنه ورد أقصى الأرض في المغرب وأقصاها في المشرق، وقيل بسبب شج قرني رأسه، وقيل غير ذلك، وسبب التسمية غير متفق عليه، وفيها عدة أقوال ذكرها أهل كتب التفسير.
ذُكِر ابن كثير أن ذا القرنينِ أسلَم على يدَي إبراهيمَ، وطاف معه بالكعبة هو وإسماعيل، وذكر الطبري أنه كان في زمن الخضر، وأن الخضر كان على مُقدَّمِة جيشه، وكان عنده بمنزلة المُشاوِر، الذي هو مِن المَلِك بمنزلة الوزيرِ، وعلق ابن كثير على ذلك فقال: والصحيح أنه -أي الخضر- كان في زمن أفريدون، واستمرَّ حيًّا إلى أن أدركه موسى.
والله تعالى أعلى وأعلم ،نسـأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً .

تعليقات