أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة نبي الله صالح




قصة نبي الله صالح

نسب نبي الله صالح

نبي الله صالح عليه السلام من الأنبياء العرب، حيث ينتهي نسبه إلى سام ابن نوح عليه السلام، فهو صالح بن عبيد بن آسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر بن جابر بن ثمود بن عامر بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وسمي قومه بهذا الاسم نسبة إلى أحد أجدادهم وهو ثمود. سيدنا صالح عليه السلام وقومه ثمود من العرب البائدة وفق تصنيف المؤرخين، ومعنى العرب البائدة أي تلك السلالة من العرب الذين بادوا في التاريخ لعدة أسباب، من بينها عذاب الله الذي حل بهم بسبب عصيانهم وجحودهم، وسكن قوم ثمود في منطقة الحجر؛ وهي منطقة بين المدينة المنورة وتبوك شمال الجزيرة العربية.

قوم ثمود

ثمود” قوم من العربِ العاربة الأصل الذي ترجعُ له “عاد” ذاته، لكنّ ثمود سكنوا في منطقةِ “الحجر” التي تقعُ شمالَ غربِ المدينة المنورة بمسافة 380 كلم، وتعرفُ اليومَ باسم (مدائن صالح)، وفي القرآن الكريم سورة “الحجر”.

نحت قوم ثمود الجبال

أعطى الله سبحانهُ قومَ ثمود من النعمِ ما أعطاهُ من قبلهِم قوم عاد، فسكنوا السهولَ ونحتوا الجبال، وأعطاهم الخلافة في الأرض من بعدهم {وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}، كما منّ عليهم بالأنهار والجنات والنعيم {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (147) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (148) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (149) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (150) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}.

دعوة صالح – عليه السلام -

كانت دعوة صالح عليه السلام دعوة إلى التوحيد وعبادة الله تعالى وحده، فحينما رأى صالح عليه السلام ما أحدث قومه من الضلالات والكفر وقف بينهم يدعوهم إلى الله، والرجوع إلى الطريق المستقيم، وقابلت ثمود دعوة صالح بالصد والتكذيب، وتعجبوا كيف يدعوهم نبيهم إلى ترك ما كان يعبد آباؤهم من الآلهة، وأصروا على البقاء على معتقداتهم الباطلة، ولم يؤمن بصالح عليه السلام إلا قلة من قومه .

تأييد صالح – عليه السلام –

أيد الله سبحانه وتعالى نبيه صالح عليه السلام بمعجزة باهرة، وهي معجزة الناقة، حيث انشقت حجارة الجبال عن ناقة عظيمة كانت معجزة في خلقها وشربها، فكانت تشرب مياه البئر في يوم دون أن يشرب منه أحد فتنتج ألباناً يشرب منها جميع الناس صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، حتى يرتوون ويشبعون، وعلى الرغم من تلك الآية الباهرة إلا أن قوم صالح عليه السلام أصروا على استكبارهم وجحودهم فرفضوا دعوة نبيهم، ولم يكتفوا بذلك، بل بيتوا في أنفسهم نية ذبح الناقة، فانتدبوا أحد أشقيائهم وهو أحيمر ثمود فتوجه إلى الناقة وعقرها.

نهاية قوم ثمود و نجاة سيدنا صالح – عليه السلام -

لما عقر قوم ثمود الناقة وتحدّوا صالح عليه السلام طالبين العذاب، فأمهلهم ثلاثة أيام فقط حتى يأتيهم العذاب {فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}، بعد هذا لم يرجع قوم ثمود ويتوبوا بل أمعنوا في تكذيبهم وعنادهم، وأرادوا قتل نبي الله صالح ومن معه { قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (50) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.

انطلق النفر التسعة المفسدون لقتل صالح عليه السلام، ولكن الله كان قد أمره أن يخرج ومن معه باتجاه فلسطين، ولمّا دخلوا بيته دمّره الله عليهم {فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ}، وكان عضب الله على ثمود عظيمًا: فقوم نوح دمروا بالطوفان العظيم، وقوم هود أهلكوا بالرّيح، أما قوم صالح فلم يكن عذابًا واحدًا وإنما أصناف من العذاب، لماذا؟!
لأنهم طلبوا آية، فجاءتهم على شروطهم فكفروا، وقريش لما طلبوا آية لم يستجب الله لهم لأنّ سنة الله أنه إذا أرسل آية ولم يؤمن الناس دمّرهم.

عذاب قوم ثمود

حينما رأى صالح عليه السلام ما حل بناقة الله توعد قومه بالعذاب ، و أعطاهم مهلة ثلاثة أيام .
اصفرّت وجوههم في أول يوم.
ثم احمرّت في اليوم الثاني.
وفي الثالث اسّودّت، فعرفوا صدق صالح وجعلوا يحفرون قبورهم بأيديهم.
ثم جاءهم زلزال فوقعوا على ركبهم {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ}.
ثم جاءتهم الصاعقة { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (44) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ}.
وأخيرًا بصيحة واحدة من جبريل ماتوا جميعًا وأصبحوا كالنبات اليابس المتفتت { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ }، { وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (68) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ}.

والله تعالى أعلى وأعلم ،نسـأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً .




تعليقات