قصة نبي الله آدم
آدم -عليه السلام- هو أول البشر وأول الأنبياء، إلا أنه لم يَرِد في القرآن الكريم نصٌّ صريح بإضافة النبوة إلى سيدنا آدم -عليه السلام- كغيره من الأنبياء والرسل، بل إنَّ ما أُطلق عليه في القرآن الكريم هو وصْف الاصطفاء؛ { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا }[سورة آل عمران، من الآية رقم (33)].خلق الله النبي آدم من الطين وكرمه بأن سواه بيديه، ونفخ فيه من روحه ، قال – تعالي - : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}[سورة التين، الآيات: 4-6].
أتم الله خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له، فسجدت الملائكة كلهم استجابة لأمر الله، إلا أن إبليس وقد كان مرافقًا للملائكة لكثرة طاعته لله -تعالى- أبى أن يسجد لآدم، مستكبرًا من أن يسجد لمن خلقه الله من طين. فكتب الله عليه لعصيانه أمر الله أن يخرج من الجنة، وأن يكون من أهل النار، فطلب إبليس من الله طلبًا في أن ينظره إلى يوم القيامة فيفتن آدم وذريته، لينظر هل يطيعون الله أم لا، فأنظره الله إلى يوم القيامة، وأخبره أنه لن يكون له سلطان على عباده
وعندما سمعت الملائكة أن الله -تعالى- يريد استخلاف آدم عليه السلام وذريته ليعمروا الأرض، استغربوا ذلك كيف يكون ممن يفسد في الأرض ويسفك الدماء، قالوا: (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) .
كرم الله آدم وزوجته بأن أسكنهما الجنة، وأباح لهما الاستمتاع بكل ما فيها من نعيم، إلا شجرة واحدة عينها الله لهما، ونهاهما أن يأكلا منها مبينًا لهما أن قربهم منها سيكون فيه ظلمًا لأنفسهم، وما إن ابتعدا عنها فهما في نعيم كبير، فلا جوع سيمسهما ولا ظمأ ولا نصب. عاش آدم وحواء في الجنة في نعيم إلى أن جاء إبليس ليوسوس لهما بأن يأكلا من تلك الشجرة مقنعًا إياهما بأن الأكل من ثمارها سيجعلهما من الخالدين في الجنة. أوهم إبليس كلًا من آدم وحواء وأغراهما بالأكل من تلك الشجرة مقسمًا لهما أنه من الناصحين وأنه لن يصيبهم أي ضرر من ذلك قائلاً: { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ }[سورة طه، من الآية (120)]، فما زال به حتى أَكل هو وزوجُه من الشجرة { وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ }[سورة طه، من الآية (121)] .
اغتر كل من آدم وحواء بقول إبليس، فأكلا من الشجرة، فبدت لهما سوءاتهما وأخذا يستران عليها من أوراق الجنة، وعلما أنهما قد وقعا في المعصية. بادر آدم وحواء بالتوبة إلى الله من ذنبهما، وما نجم عنهما من الأكل من الشجرة التي نهى الله عنها، فتاب الله عليه، وكان لهذا الذنب عاقبته، وهي أن أخرج الله آدم -عليه السلام- وحواء من الجنة، ليهبطا إلى الأرض، فيعيشان وذريتهما فيها.
وفاة سيدنا آدم
توفي سيدنا آدم -عليه السلام- ولهُ من الذريَّة مِن وَلده ووَلد وَلده العدد الكثير، بعد أن عمّر تسعمائة وستين سنة وماتت السيدة حواء بعد سيدنا آدم عليه السلام بعام واحد ودفنت إلى جانب سيدنا آدم عليه السلام.والله تعالى أعلى وأعلم ،نسـأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً .