أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة قابيل و هابيل


قصة قابيل و هابيل


هبط أبونا آدم و أُمنا حواء إلي الأرض بعد أن أكلا من شجرة التفاح التي نهاهُما ربهما عنها ، عندما أغواهم إبليس ب طيلة العمر و المُلك إذا أكلا منها ، و هبط ورائهم إبليس مطروداً من رحمة الله عز و جل ، و أخذ آدم يبحث عن قوته هو و زوجته ثم نزل جبريل و علمهم نسيج الملابس ، و قد رزقهم الله بالأولاد و البنات ، و قد كانت حواء تلد في كل مرةٍ ولدٌ معه أخته ، و قد وُلد مع قابيل بنت جميلة ، و وُلد مع هابيا بنت دميمة .

اختار قابيل حِرفة الزراعة و اختار هابيل رعي الأغنام ، أخذ هابيل يُنمي غنمه بإسم الله و كان يذبح الشاه و يفرقها علي إخوته و كان يعطيهم لبنها ، أما قابيل فكلن بخيلاً فلم ينموا له ثمرٌ، و كان اخوانه يحبون هابيل عنه ، فإنتهز إبليس اللعين تلك الفرصة و أخذ يوسوس لقابيل لكي يفرق بينه و بين أخيه .

و ذات مره أراد سيدنا آدم - عليه السلام – أن يزوج قابيل أخت هابيل و لكنه رفض ، و أراد أن يتزوج أخته الجميلة التي وُلد معها في بطنٍ واحدة ، قال له آدم : إنها لا تحِل لك و قد أمرني ربي أن أُزوج كلاً منكم أُخت الآخر ، و قال له تقدم بقرباناً إلي الله – عز و جل – و يقدم أخاك قربانه فإذا قُبِل قربانك زوجانك أختك ( الجميلة ) و إذا قبل قربان أخيك أخذت الآخري .

قال الله -تعالى-: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ).
تقدم هابيل بأكبر كبشٍ عنده و بسمنِه و زبده و جُبنه ، أما قابيل قدم بعض الحبوب الرديئة النميمة .
فتقبل الله قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل ، فقام بتهديده بالقتل، فأخذَ هابيل يعظه ويقول له أنّه ليس السبب بعدم تقبّل قربانه، وأنّ سبب القبول هو: تقوى الله، وحاول تذكيره بأنّ القاتل سيكون مصيره النّار وسيكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة.
قال -تعالى-: (قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ).
لم يتقبّل قابيل نُصحَ أخيه له، وقام بقتله، فقد إستغل أنه كان نائماً علي صحرة و أخذ حجر و خبط به رأس اخيه ، فإرتعش جسمه ثم سكن و مات .
قال – تعال – ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ).
وحارَ بأمرِ جثّة أخيه كيف يصنعُ بها؟ حتى بعث الله -تعالى- له غُراباً يُعلّمه ما يصنع؛ حيث تنازَعَ هذا الغراب مع غرابٍ آخر فقتله، فحفر حُفرةً في الأرض وقام بدفنِه فيها. وسُرعانَ ما شعرَ قابيل بالنّدم على فِعلته، وكيف أنّه عجِزَ عن سترِ جثّة أخيه، وعلَّمهُ ذلك الغراب، ولم يُحصّل أيّ فائدة من قتله سوى أن نال غضب الله وسخط والداه وإخوته .

و كان كلما ذهب قابيل الي مكان كان يري صورة أخيه ، و ذات يوم كان قابيل يقف فوق جبلٍ فرأي صورة هابيل في السماء و كأنه يريد أن يقتله كما قتله فرجع قابيل للوراء فوقع من فوق الجبل علي صخرة ، فتهشمت جمجمته و خرجت عيناه علي وجنتيه و غرق الدم وجهه كما فعل بأخيه.

والله تعالى أعلى وأعلم ،نسـأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً .




تعليقات