حكايات الصالحين
الحكاية الأولى:
مرض الشلبي فأرسل إليه الخليفة طبيباً فعالجه فازداد مرضه فقال : يا شيخ المسلمين لو علمت أن شفاءك في قطع عضو من أعضائي لقطعته فقال : شفائي في قطع زنارك فقطعه و أسلم فوثب الشلبي كأن لم يكن به مرض فقال الخليفة : ظننت أنني أرسلت الطبيب إلي المريض و إنما أرسلت المريض إلي الطبيب .الحكاية الثانية:
قصد أبو مسلم الخراساني مدينة مرو للغزو فلما ملكها وجد فيها حكيماً من المجوس فقال له : بم صرت حكيماً ؟ قال : تركت الدنيا و الكذب و في كل صباح أجعل إلهي تحت قدمي ، فأمر بقتله فقال : لا تعجل أيها الأمير قال : ما معني قولك تجعل معبودك تحت قدمك ؟ قال : في كتابكم ما يقول : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ) .فأنا أدس هواي تحت قدمي لئلا يقهرني ، فقال : من انتهي إلي هذه الحكمة كيف لا يسلم ؟ فقال : القلب مقفل و المفتاح بيد غيري فتوضأ الأمير مع أصحابه و صلي ركعتين و سأل الله – تعالي – أن يكرم الحكيم بالإسلام فقال : أيها الأمير ألح في الدعاء فقد تحرك القفل ، ثم نادي ألا و إن القفل قد انفتح و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله ﷺ
الحكاية الثالثة:
قال في " روضة العلماء " : كان يحضر في مجلس الحسن البصري ' نصراني ' فانقطع ثلاثة أيام فسأل عنه فقيل : إنه في النزع الأخير . فدخل عليه فقال له : كيف أنت ؟ قال : موت عاجل و لا بد لي و قبر موحش و لا مؤنس لي و نار حامية و لا جلد لي و جنة أزلفت – أي قربت – و لا وصول لي و صراط ممتد و لا جواز لي و ميزان علق و لا حسنة لي و رب غفور ة لا حجة لي ، فقال له الحسن : هذا وقتك ؟ قال : حتي يجيء المفتاح فقام الحسن مولياً عنه ، فقال : أتعرض عني و قد أقبل علي ؟ قد جاء المفتاح و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله ، ثم مات فرآه الحسن تلك الليلة في المنام فسأله عن حاله فقال : أسكنني أعلي الجنة .الحكاية الرابعة:
قال في الكتاب المذكور : قال مالك بن دينار : وقفت يوماً علي صومعة راهب فسمعته يقول : يا من لاذ بحرمه الخائفون و رغب فيما عنده الطالبون أسألك الخلاص من القصاص و أستغفرك من ذنوب ذهبت لذاتها و بقيت تبعاتها فناديته : يا راهب كيف تركت الدنيا ؟ قال : تركتها قبل أن تتركني . فقلت : حدثني بقصتك قال: كنت علي دين النصرانية فرأيت في منامي قائلاً يقول : ويحك إلي كم تعبد غير الله ؟ إن عيسي عبد من عبيد الله ، فقلت له : من أنت ؟ قال : أنا شفيع المذنبين أنا الذي بشر بعيسي و شهد بنبوتي موسي أنا في التوراة موصوف و في الإنجيل معروف ، ثم مسح بيده علي صدري و قال : اللهم ألهم عبدك الرشاد و وفقه للسداد فانتبهت و لا شيء أحب إليّ من الإسلام فأسلمت و سكنت في صومعتي هذه .قال البرقاوي : ويح كلمة رحمة و ويل كلمة عذاب .
الحكاية الخامسة:
كان إبراهيم – عليه السلام – يبيع أصناماً و ينحتها أبوه و ينادي من يشتري شيئاً يضره و لا ينفعه فقالت امرأة : يا إبراهيم أريد إلهاً أشتريه من أبيك ؟ فقال : أنا أبيعك صنماً ثلثه يسخن الماء و ثلثه يطبخ الطعام و ثلثه يخبز العجين فتفكرت المرأة في كلامه ، ثم قال : أنا أدلك علي إله من دعاه أجابه و من استغاث به أغاثه فقالت : كيف الوصول إليه ؟ قال : من قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه وصل إليه فقالت المرأة : لا إله إلا الله . فسقط الصنم من يد إبراهيم علي وجهه فقالت : يا إبراهيم نعم الرب ربك من أمل غيره خاب و التعب في غير طاعته ضائع ، ثم أخذت الصنم و كسرته .والله تعالى أعلى وأعلم ،نسـأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً .