أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

3 حكايات عن الصالحين والفوائد

3 حكايات عن الصالحين

الحكاية الأولى:

كان في زمن مالك بن دينار أخوان مجوسيان يعبدان النار فقال الأصغر للأكبر : قد عبدناها مدة طويلة فننظر إن أحرقتنا تركناها و إلا فلازمناها فوضع كل منهما يده فيها فأحرقته فذهبا إلي مالك بن دينار ليعلمها الإسلام فغلبت الشقاوة علي الأكبر فقال لا أعبد غيرها فلما أسلم الصغير ذهب إلي مكان خراب يعبد ربه فيه و ترك أولاده بلا زاد فبما رجع قالت له زوجته : هل أتيت لنا بشيء ؟ فقال إني عملت عند الملك و قال أعطيك غداً فباتوا جياعاً فلما كان في اليوم الثاني خرج للعبادة و قال : يارب أكرمتني بالإسلام فأسألك بحق هذا الدين و هذا اليوم يوم الجمعة أن ترفع عن قلبي هم نفقة عيالي .

فلما رجع ليلاً وجد عياله فر فرح و عندهم طعام كثير فسألهم عن ذلك فقالت : جاءنا وقت الظهر رجل معه طبق فيه ألف دينار و قال قولي لزوجك : هذه أجرة عملك في يومين و إن زدت زدناك فذهبت ب دينار إلي الصيرفي و كان نصرانياً فعرف أن الدينار ليس من دنانير الدنيا و لكن من هدايا الآخرة فسألني و قال : من أين لك هذا الدينار ؟ فأخبرته بالقصة فأسلم و أعطاني ألف درهم و سجد شكراً لله .

الفائدة الاولي:

قال في " نزهة النفوس و الأفكار" من مضار النار أن إبليس خلق منها . قال القرطبي : إنه خلق من نار العزة فلذلك قال " فبعزتك لأغوينهم أجمعين ". فالعزة أورثته التكبر عن السجود لآدم و من منافعها في الشتاء تدفع البرد و تحسن الوجه و تصلح الاغذبة و الكي بها ينفع من الفالج و في الرأس ينفع من الشقيقة و النسيان البلغمي و سيأتي في الصدقة أنه لا يحل منعها .

الفائدة الثانيه:

قال بعض الصالحين علي جبل عرفات : الحمدلله علي نعمة الإسلام و كفي بها من نعمة فلما كان في العام القابل أراد أن يقولها علي عرفات أيضاً فهتف به هاتف : مهلاً يا عبد الله حت نفرغ من كتابة ثوابها في العام الماضي .

و كان بعض أولاد علي بن أبي طالب – رضي الله تعالي عنهم أجمعين – إذا رأي من هو علي غير دين الإسلام قال : الحمدلله الذي فضلني عليك بالإسلام ديناً و بالقرآن كتاباً و بمحمد ﷺ نبياً و بعلي إماماً و بالمؤمنين إخواناً و بالكعبة قبلة ، و قال : من قال ذلك لم يجمع الله – تعالي – بينه و بين النار أبداً و في الحديث : " ما من مسلم قال إذا رأي يهودياً او نصرانياً : أشهد أن لا إله إلا الله واحداً أحداً فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة و لا ولداً و لم يكن له كفواً أحد إلا كتب الله له بكل يهودي او نصراني حسنة " ذكره الترمذي الحكيم .

الحكاية الثانية:

قالت بنت صغيرة للنمرود ( بالذال المعجمه ) : يا أبت دعني أنظر إلي إبراهيم في النار فنظرت إليه فوجدته سالماً فقالت له : كيف لا تحرقك النار ؟ فقال : من كان علي لسانه " بسم الله الرحمن الرحيم " و في قلبه المعرفة لا تحرقه النار .

فقالت : أريد الدخول عندك ؟ فقال : قولي لا إله إلا الله إبراهيم رسول الله فقالتها ، فصارت النار عليها برداً و سلاماً .


فلما رجعت إلي أبيها أخبرته بذلك فأمرها بالرجوع عن دين إبراهيم فلم ترجع فعذبها عذاباً شديداً فأمر الله جبريل فأخذها و وضعها مع إبراهيم ثم زوجها بولده فولدت له عشرين نبياً و رأيت في " العرائس " للثعلبي : أن إبراهيم وجد في النار عين ماء و ورداً و نرجساً و كان ابن ست عشرة سنة ، قال إبراهيم : ما كنت قط بأنعم أياماً من الأيام التي كنت بها في النار قال السدي : أقام بها تسع أيام و قيل : أربعين يوماً .

الفائدة الاولي:

جاء في الحديث عن النبي ﷺ : " شموا النرجس فما منكم من احد إلا و له بين الصدر و الفؤاد شعبة من برص أو جنون أو جذام لا يذهبها إلا شم النرجس " .

و قال هلي – رضي الله عنه – عن النبي ﷺ : " شموا النرجس و لو في اليوم مرة و لو في الشهر مرة و لو في السنة مره و لو في الدهر مرة فإن في القلب حبة من الجنون أو الجذام أو البرص لا يذهبها إلا شم النرجس " . نقله الحافظ أبو عبدالله و روي محمد الجزري عن ابن المقري بسنده عن علي – رضي الله عنه – قال في " نزهة النفوس و الأفكار " : شمه ينفع من وجع الضرس الكائن من الصداع و من الزكام البارد و بصله يبريء من الأورام البلغمية ضماداً و قتل جالينوس : الخبز غذاء الجسم و النرجس غذاء الروح و من له رغيفان فليجعل أحدهما في ثمن النرجس .

الفائدة الثانية:

سلطان الأزهار و أحينها لوناً و شكلاً و ريحاً الورد و شمه ينفع من الخفقان و شرب مائه يحسن الصوت و إذا جعل في الأنف قطع الرعاف و شم الورد يسكن حركة الصفراء و يقور الأعضاء الباطنة و اربعون وردة مع أوقية طحين تعجن ثم تخبز ثم تثرد في رب خروب ثم تؤكل فإنه يسهل إسهالاً معتدلاً و إذا شرب من مائه القريب العهد زنة عشرة دراهم أسهل عدة مجالس و شمه و شبه يقوي القلب و يقوي المعدة و سيأتي زيادة علي هذا في باب الصلاة علي النبي ﷺ الفائدة الثالثة .

الفائدة الثالثة:

قال النسفي : إذا احتضر العارف نزل عليه ملك الموت من قبل وجهه فيدفعه الذكر فيأتي من قبل يديه فتدفعه الصدقة فيأتي من قبل رجليه فيدفعه المشي لصلاة الجماعة فيقول : يارب قد حيل بيني و بينه فيقول : اكتب اسمي علي كفك و أره إياه فيكتب " بسم الله الرحمن الرحيم" فإذا رأته روح المؤمن طارت شوقاً إلي لقاء ربها و في رواية : تقول الروح لملك الموت : أنت أسكنتني في هذا الجسد ؟ فيقول : لا فتقول : لا يخرجني إلا الذي أسكنني فيه فيقول : أنا رسوله فتقول : ائتني بعلامة فيقول الله تعالي : خذ تفاحة من الجنة فيأخذها و مكتوب عليها " بسم الله الرحمن الرحيم" فإذا رأتها طارت شوقاً إلي الجنة ، و قيل في " عجائب المخلوقات " إن شم زهر التفاح يقوي الدماغ و أكل التفاح يقوي القلب .

الحكاية الأولى:

الموعظة:

قال القرطبي في " تذكرته " عن بعضهم : من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء : تعجيل التوبه ، وقناعة النفس ، والنشاطة في العبادة . ومن نسي ذكره عوقب بثلاثة اشياء : تسويف التوبة وترك الرضا بالكفاف ، والتكاسل في العبادة . و قال ﷺ : " لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون ما اكلتم منها سميناً " .

الحكاية:

مر عيسي - عليه السلام - على راعِ يرعى إبلاً فوجد بعيراً ثميناً يفرح بنفسه ويعض واحداً بعد واحد فأخذ عيسى بأذنه وقال له : إنك ميت . ثم مر بعد ايام على ذلك الرجل وهو يرعى إبله فوجد البعير قد هزل واعتزل وحده وترك الأكل والشرب فسأل الراعي عن ذلك ؟ فقال : يا روح الله لا أعلم إلا أن رجلاً مر به وكلمه في أذنه فأصابه ما ترى . فكان عيسى إذا ذكر الموت قطر جلده دماً . وكان سفيان الثوري إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياماً وإذا سئل عن شيء قال : لا أدري . قال النووي : وسفيان الثوري من تابع التابعين . وقال ابن المبارك : كتبت عن الف شيخ و مائة شيخ ما رأيت فيهم أفضل من سفيان الثوري في العلم والورع وضيق العيش .

الفائدة الأولى:

عن النبي ﷺ قال : " ان للموقف ألف هول أدناها الموت وإن للموت تسعة و تسعين جزية الألف ضربة بالسيف أهون من جزية منها فمن أراد أن يؤمنه الله - تعالى - من تلك الأهوال فعليه بعشر كلمات خلف كل صلاه وهي : اللهم اني اعددت لكل هول : لا اله الا الله ، ولكل هم : ما شاء الله ، ولكل نعمه الحمد لله ، ولكل رخاء وشدة : الشكر لله ، ولكل أعجوبة : سبحان الله ، ولكل ذنب : استغفر الله ، ولكل مصيبه : إنا لله وإنا اليه راجعون ، ولكل ضيق : حسبي الله ، ولكل قضاء وقدر : توكلت على الله ، ولكل طاعه ومعصيه : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم " .

الفائدة الثانية:

قال في " الحقائق " : اعلم أن السماع ثلاثة أقسام : ( قسم ) يجذب الجسد و هو سماع الشيطان . ( وقسم ) كالمزمار و رجح الثوري تحريمه من القصب و جوزه غيره . و قال في " نزهة النفوس و الأفكار " إن من منافع القصب أن عتيقه إذا أحرق و اكتحل به صاحب البياض الذي في العين قلعه أو اكتحل بالندي الذي علي ورقه الأخضر فكذلك إذا أحرق أصله و خلط بمثله من الحناء و خضب به الشعر قواه و أعان علي إنباته و إذا دق ورقه الاخضر و وضع علي الحمرة و الأورام الحارة نفعها بإذن الله – تعالي – و أما الدف فهو مباح و مثله طبل الصمادية و يكره في المسجد و يحرمان عند قراءة القرآن و يحرم ضرب الكف علي الكف متوالياً للرجال و أما سماع الصوفية فلا إنكار إذا صحت النية و سلمت العين من الخيانة . ( فإن قيل ) يتواجد المتواجد عند سماع العشر دون سماع القرآن حتى انفتح لبعض المتفقه باب الانكار بهذا ؟

الجواب:

 
أن القرآن كلام ثقيل لا يليق مع وجوده إلا السكون والإنصات و لأنه يتكرر في الأسماع ولأن الشعر كلام البشر فبينهما مناسبة وأما كلام الله فلا مناسبة بينه وبين البشر قال البغوي في قوله تعالى : " إنَّا سَنُلقي عَليك قَولاً ثقِيلاً " . قال الحسن ابن الفضل : قولاً خفيفاً على اللسان ثقيلاً في الميزان ( و قسم ) يجذب الروح وهو سماع الخطاب من الغيب وذلك أن عزرائيل - عليه السلام – ينزل على المؤمن فيجذب الروح من الجسد فلو جذبها بألف سلسلة ما خرجت فيقول الله : دعها فإنها لا تخرج إلا بسماع . فيناديها : يا أيتها النفس المطمئنة فتخرج طائره من حلاوة الخطاب فلا تزال طائره الى يوم القيامة فقال لها : ارجعي الى ربك : جسدك . فتفرح بالجسد ويفرح الجسد بها فتقول : انا ما قر لي قرار . ويقول الجسد : أنا أكلني الدود والتراب . فينادها مناد : ليس بعد هذا الاجتماع فراق . ويأتي إليه ملك فيقول : أبشر كلما اندرست عظامك محيت آثامك و يؤيده قول النبي ﷺ : " الموت كفارة لكل مسلم " .

والله تعالى أعلى وأعلم ،نسـأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً .


تعليقات