3 حكايات الصالحين
الحكاية الأولى:
كان في بني إسرائيل رجل يعبد بقرة فدخل بها يوماً إلي البستان فطلعت سحابة مع رعد و برق فهربت البقرة فقال في نفسه : من يفزع من الرعد و البرق لا يكون إلهاً فرفع طرفه إلي السحاب و قال: يارب السحاب إن كان لك غنم فابعثها لأرعاها و إن لم يكن لك غنم فأنا أقاسمك غنمي فأوحي الله الي نبي ذلك الزمان : أن اذهب الي فلان و اقرئه مني السلام و علمه أركان الدين فقد قذفت في قليه المعرفة و قبلت رجوعه إلي ة أردته قبل أن يريدني .( فائدة ) : قال ابن عباس – رضي الله عنه - : من سمع صوت الرعد فقال : سبحان من يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خفيته و هو علي كل شيء قدير فإن أصابته صاعقة فعلي دينه و حكاه العلائي في سورة الرعد و قال الرازي : قال ابن عباس – رضي الله عنه – إن اليهود سألوا النبي ﷺ عن الرعد فقال : " ملك موكل بالسحاب معه مخارق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله " . و قال : " إن الله ينشيء السحاب فينطق أحسن النطق و يضحك أحسن الضحك فمنطقه الرعد و ضحكه البرق " .
الحكاية الثانية:
خرج بعض الصالحين في غزوة فضل عن الطريق فصعد جبلاً فوجد قوماً من النصاري و عندهم كرسي منصور فسأل واحد منهم ؟ فقال : يخرج إلينا راهب كل عام مرة فيعظنا قال : فلبست مثل ثيابهم و جلست بينهم فلما صعد الراهب و جلس علي الكرسي فقال : أيها الناس لست لكم بواعظ لأن فيكم رجلاً من أمة محمد ﷺ ثم قال : يا محمد أقسمت عليك بحق دينك قم إلينا حتي نراك فوثب قائماً فقال : إن سألتك عن شيء تجيبني ؟ قال : نعم قال : سمعت أن الله خلق في الجنة ثماراً فهل خلق في الدنيا مثلها ؟ قال : نعم في الاسم و اللون لا في الطعم و اللذة . قال : فليس في الجنة بيت إلا فيه غصن من شحرة طوبي فهل لها نظير في الدنيا ؟ قال : نعم إذا توسطت الشمس في السماء صارت كذلك . قال : في الجنة أربعة أنهار مختلفة الطعم تخرج من أصل واحد فهل لذلك نظير في الدنيا ؟ قال : نعم ماء الأذن مر و ماء العين مالح و ماء الأنف منتن و ماء الفم طيب و هي كلها من الرأس . قال : إن في الجنة سريراً طوله خمسمائة عام فإذا أراد الرجل أن يصعد عليه تطأطأ له فهل لذلك مثيل في الدنيا ؟ قال : نعم قد قال الله – تعالي – : " أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت " . تهوي برأسها إلي الأرض ثم تثب قائمة . قال إن أهل الجنة يأكلون و يشربون و لا يبولون و لا يتغوطون فهل لذلك نظير في الدنيا ؟ قال : نعم الجنين في بطن أمه كلما أشتهي شيئا أوقع الله تلك الشهوة علي أمه فيبلغ الغذاء و هو في هذه المدة لا يبول و لا يتغوط ثم قلت له : أخبرني عن مفتاح الجنة . فقال الراهب : إنه سأبني عن مفتاح الجنة و قد قرأت في الكتب : أن مفتاحها لا إله إلا الله محمد رسول الله . فأسلم و أسلم معه خلق كثير .
( فائدة ) : قال النبي ﷺ : " أخبرني جبريل أن لا إله ألا الله أنيس المسلم عند موته و في قبره و حين يخرج من قبره " .
و قال النبي ﷺ : " إذا احتضر الميت فلقنوه لا إله إلا الله فإنه ما من عبد يختم له بها إلا كانت زاده في الجنة " .
و قال السمرقندي : إذا قال العبد لا إله إلا الله و قلبه عند الدنيا كتب له عشر حسنات و إن كان عند الآخرة كتب له سبعمائه حسنة و إن كان مع الله ملأت له ما بين المشرق و المغرب حسنات .
( فائدة ) : قال النبي ﷺ : " أخبرني جبريل أن لا إله ألا الله أنيس المسلم عند موته و في قبره و حين يخرج من قبره " .
و قال النبي ﷺ : " إذا احتضر الميت فلقنوه لا إله إلا الله فإنه ما من عبد يختم له بها إلا كانت زاده في الجنة " .
و قال السمرقندي : إذا قال العبد لا إله إلا الله و قلبه عند الدنيا كتب له عشر حسنات و إن كان عند الآخرة كتب له سبعمائه حسنة و إن كان مع الله ملأت له ما بين المشرق و المغرب حسنات .
الحكاية الثالثة:
لما رجع موسي من مناجاته وجد في طريقه رجلاً يعبد فرعون فدعاه إلي الإسلام و قال : ما حصل لك من عبادة فرعون ؟ . فقال : و انت ما حصل لك من عبادة ربك ؟ فقال : أنا أعبده طاعة و أنت تعبد فرعون طمعاً في ماله قال : صدقت يا موسي . قال : إن في دارك كنزاً إن أخبرتك به تؤمن بالله ؟ قال : نعم فأخبره به فقال : الا إله إلا الله موسي رسول الله . فبلغ فرعون ذلك فأخذه و وضعه في دهن علي النار فأخرجه جبريل ثلاث مرات فقال الرجل : يا موسي اسأل ربك أن يخلصني منه فإن الموت علي الإسلام خير من ذلك فأخذه فرعون و وضعه في الدهن علي النار فقال جبريل : يا موسي عظم الله أجرك في صاحبك فقد فتحت الجنة لقدوم روحه .والله تعالى أعلى وأعلم ،نسـأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علماً .